إدمان الإنترنت - العلاج بالجينات - أغذية الحب والشوق - الشخير والسكري
هناك اجماع بين الكثير من الدارسين والباحثين على ان تكنولوجيا الاتصال الحديثة وفي مقدمتها شبكة الانترنت قد فتحت عصرا جديدا من عصور الاتصال والتفاعل بين البشر وفي وفرة المعلومات والمعارف التي تقدمها لمستخدميها ولكن على الجانب الآخر هناك مخاوف مشروعة من الآثار السلبية الجسدية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي قد تحدثها.
ومع تزايد الاقبال على شبكة الانترنت وسوء استخدامها متمثلا في قضاء وقت طويل في الابحار والغوص فيها ظهر ما يسمى بادمانالانترنت كظاهرة لا مجال لتجاهلها من قبل الباحثين والدارسين والاطباء ولذا فإن هناك اليوم الكثير من الدراسات والمؤتمرات العلمية والدوريات المتخصصة لبحث ودراسة الاثار النفسية والاجتماعية لسوء استخدام الانترنت.
وفي هذا العدد العلاج الجيني في طريق الانجاز للذين يضطرون لعمليات زراعة القلب ولا يجدون متبرع.
وتضيف الدراسات مخاطر واضرار جديدة للتدخين وآخرها انه يسبب الضعف الجنسي عند الرجال ومعاناة آلام اسفل الظهر.
وكشفت ابحاث عن ان تناول اطعمة معينة تجلب الحب والسعادة الزوجية وتقوي اواصر المحبة وتزيد الشوق.
واخيرا دراسة تشيكية تشير الى ان الشخير المستمر يمكن ان يكون مؤشرا على الاصابة بالسكري.
وفي هذا العدد آخر الاخبار الطبية التي ترتقي بصحة الانسان الجسدية والنفسية.
ظاهرة ادمان الانترنت حديثة نسبيا وتتعلق بالاستخدام الزائد عن الحد وغير التوافقي للانترنت والذي يؤدي إلى اضطرابات نفسية اكلينكية يستدل عليها بمجموعة من الأعراض.
وقد تزايدت في الآونة الاخيرة البحوث النفسية التي تؤكد على ان الاستخدام المبالغ فيه لشبكة الانترنت يسبب ادمانا نفسيا يشبه نوعا ما في طبيعته الادمان الذي يسببه التعاطي للمخدرات والكحوليات.
مصطلح إدمان الإنترنت
إدمان الانترنت لم يصنف بعد ضمن قائمة الأمراض النفسية المعروفة حيث مازال الغموض يحيط بهذه الظاهرة اذ لم يتفق اطباء النفس جميعا على وجود «إدمان الانترنت» كمرض قائم بذاته حيث يعتبر البعض انه اشتقاق من حالات ادمان اخرى مثل الادمان على الشراء أو المقامرة او ادمان المواقع الإباحية.
واول من وضع مصطلح «إدمان الانترنت - Internt addictin» هي عالمة النفس الأميركية كيمبرلي التي تعد من اولى اطباء النفس الذين تمكنوا من دراسة هذه الظاهرة في الولايات المتحدة منذ العام 1944
تعريف ادمان الإنترنت
وتعرف كيمبرلي يونغ «إدمان الانترنت» بانه استخدام الانترنت اكثر من 38 ساعة اسبوعيا.
كما انها قامت عام 1999 بتأسيس وإدارة مركز الإدمان على الانترنت «Centerfor online addiction» لبحث وعلاج هذه الظاهرة.
وقد اصدرت كتابين حول هذه الظاهرة هما الوقوع في قبضة الانترنت «Caughtin the net» والكتاب الثاني التورط في الشبكة «Tangled in the wele».
وكانت كيمبرلي يونغ قد قامت في التسعينات باول دراسة موثقة عن ادمان الانترنت شملت نحو 500 مستخدم للانترنت تركزت حول سلوكهم اثناء تصفحهم شبكة الانترنت حيث اجاب المشاركون في الدراسة بنعم على السؤال الذي وجه لهم وهو: عندما تتوقف عن استخدام الانترنت هل تعاني من اعراض الانقطاع كالاكتئاب والقلق وسوء المزاج؟
وقد جاء في نتائج هذه الدراسة ان المشمولين في الدراسة قضوا على الأقل 38 ساعة اسبوعيا على الانترنت مقارنة بنحو خمس ساعات فقط لغير المدمنين كما اشارت الدراسة إلى ان من يمكن وصفهم بمدمني الانترنت لم يتصفحوا في الانترنت من اجل الحصول على معلومات مفيدة لهم في اعمالهم او دراساتهم وانما من اجل الاتصال مع الآخرين والدردشة معهم عبر شبكة الانترنت.
إدمان الشباب للانترنت
إدمان الشباب للانترنت يصيبه بالعزلة الاجتماعية ويقتل الحوار بين افراد الاسره.
حقيقة رصدتها الدكتورة علياء سامي المدرسة في كلية الاعلام بجامعة القاهرة في دراسة حصلت بها على درجة الدكتوراه.
وما خرجت به الدراسة ان معظم افراد عينة الدراسة اكدوا انهم يستخدمون الانترنت يوميا من ساعتين إلى اربع ساعات للحصول على المعلومة والتواصل مع الاخرين والتسلية والترفيه ومطالعة الصحف والمواقع الاخبارية واخيرا التسوق.
وقالوا انهم يعبرون من خلال استخدام الانترنت عما يدور بداخلهم ولا يستطيعون الافصاح عنه لأي شخص.
وعلق الدكتور أحمد فخري استشاري علم النفس بجامعة عين شمس على نتائج الدراسة بتعريفه الادمان بقوله يعرف ادمان الانترنت بانه مرض مثل الادمان المعروف ومصنف وسط أنواع الادمان الاخرى مثل ادمان المخدرات فالادمان مرض اما يكون سلوكيا ويمثله ادمان المخدرات او ادمان لمادة او لعلاقة وادمان الانترنت من الادمان السلوكي والذي يتعرض فيه الشخص للانترنت لمدة تبدأ من 10 إلى 18 ساعة.
إدمان الإنترنت بالأرقام
سجلت خدمات الانترنت والمواقع الالكترونية لشركة «مايكروسوفت» الاميركية العملاقة اطول فترة استخدام في العالم في سبتمبر 2008 متقدمة على «غوغل» بحسب «كومسكور».
وافاد المصدر نفسه ان نحو 1.2 مليار مستخدم فوق سن الخامسة عشرة امضوا 27 ساعة في استخدام الانترنت في سبتمبر العام 2008 اي ما معدله 22 ساعة ونصف الساعة للشخص ويعتبر عدد المستخدمين هذا رقما قياسيا جديداً.
وتصل نسبة الوقت الذي امضي في استخدام خدمات «مايكروسوفت» للانترنت إلى 14.5 في المئة متفوقة على «غوغل» 9.3 في المئة و«ياهو» 6.3 في المئة و«فيسبوك» 5.1 في المئة.
ويعود الفضل في ذلك إلى خدمة «ام اس ان - MSN» للمحادثة الالكترونية التي تقدمها مايكروسوفت والتي تشكل 70 في المئة من الوقت المستخدم على الانترنت.
اما موقع تبادل التسجيلات المصورة «يوتيوب» فسجل نصف عدد الساعات 2.5 مليار التي قضيت في استخدام «غوغل».
وذكرت «كو مسكور» ايضا ان عدد الساعات المقضية في استخدام الموقع الاجتماعي «فيسبوك» ازداد ثلاثة اضعاف بالمقارنة مع الشهر نفسه من عام 2008.
وتتبدل شعبية المواقع بحسب القارات كما لاحظ المصدر نفسه فمثلا مايكروسوفت متقدمة في اميركا اللاتينية واوروبا وافريقيا والشرق الاوسط فيما يتقدم «ياهو» في اميركا الشمالية.
اما في منطقة آسيا المحيط الهادئ فيحتل موقع «تيسنت» الذي تتخذ شركته من الصين موقعا لها المرتبة الاولى 10.1 في المئة.
خبراء: إدمان الإنترنت حالة مرضية
اوصت مجموعة خبراء بضرورة النظر إلى ادمان العاب الكمبيوتر على الانترنت او غيرها من الانشطة التي تمارس على الشبكة الدولية باعتباره «مرضا قائما بذاته».
وعلى هامش مؤتمر سنوي لمكافحة «ادمان المقامرة» عقد في مدينة هامبورغ الالمانية قال خبير الطب النفسي يورغ بتري ان ممارسة العاب الكمبيوتر على الانترنت او الدردشة على مدار الساعة يمكن ان تكون لها تأثيرات سلبية على المدى الطويل بالنسبة للنمو الاجتماعي والنفسي والعاطفي للاطفال والمراهقين.
واشار إلى ان جهاز الكمبيوتر له جاذبية طاغية لدرجة ان البعض ينجذبون اليه بكامل شعورهم وبالتالي فإن بعض المدمنين يقضون خمسين ساعة متواصلة في اللعب على الانترنت او يجلسون امام شاشة الكمبيوتر مئة ساعة اسبوعيا.
لكن الخبير الالماني اوضح ان الدراسات التي اجريت على الطلبة الذين يعانون من ادمان الانترنت اظهرت ان هذه الظاهرة المرضية ليست منتشرة مثلما كان يفترض من قبل، مشيرا إلى انها في كثير من الاحيان تكون مشكلة موقتة تصاحب المرء في مرحلة المراهقة.
ويأمل المشاركون في المؤتمر اقناع شركات التأمين بان ادمان الانترنت هو مرض مثل ادمان القمار تماما الذي تم الاعتراف به بانه مرض قائم بذاته عام 2001 خصوصا ان عملية النمو لدى اعداد كبيرة من الشباب تتأثر بهذه المشكلة.
يعيد كفاءة أدائه ويتحسّن خلال 48 ساعة